القارئات والقراء الأعزاء،
تتنوع تجارب النساء في تاريخ المنطقة بين الترف والمعاناة، بين القصور والسجون، وبين ثبات الهُوية وضياعها. في هذا العدد، نُسلّط الضوء على ثلاث تجارب متباعدة جغرافيًا وزمنيًا، متقاربة في جوهر السؤال عن مصير المرأة في مجتمعات لا تحكمها النساء.
في مراجعة "سالمة ومليكة: من قصور عُمان إلى قصور المغرب"، تستعرض دينا عزت سيرتين ذاتيتين تكشفان عن الوجه الآخر لحياة القصور، حيث تتأرجح النساء بين الترف والامتيازات المقيدة والمعاناة. ومن قصور السلطان إلى قصور المغرب، تتشابك مصائر الأميرات في نسيج من القوة والانكسار.
أما "في معنى أن تكوني امرأة... في مجتمع لا تحكمه النساء"، فتخوض زهرة مصباح في تفاصيل سيرة الشاعرة القبائلية فاضمة آث منصور عمروش، التي توثّق واقع النساء القبائليات وتحديات الهُوية في ظل الاستعمار الفرنسي، لتكون شاهدة على قوة التحدي في وجه الظروف الصعبة.
ختامًا، تبقى هذه المذكرات وغيرها شاهدة على عالم لا تحكمه النساء، إذ تظل أصواتهن مقيدة بالسياقات التي تحيط بهن، سواء داخل القصور أو خلف الأسوار. ومع ذلك، تكشف هذه السرديات عن محاولات مستمرة لكسر القيود وإعادة رسم أدوار النساء في مجتمعاتهن.
دمتم بخير،
رهام عمرو