توماس جورجيسيان[1]
في البدء لا بد من كلمة
ما ستقرؤونه في هذه "المساحة" الدورية هو تقديم موجز لكتب حديثة صادرة باللغة الإنجليزية، وتحديدًا الكتب غير الروائية أو الإبداعية، أو ما يُعرف بـ Non-Fiction books، والتي تتناول شؤون العالم العربي والشرق الأوسط وشعوبه، بهدف الاطلاع على إنتاجات فكرية تتناول قضايا مرتبطة بعالمنا العربي، سواء على نحو مباشر أو غير مباشر. ما نُشاركه معكم هنا ليس عرضًا متعمقًا للكتب، بل محاولة لقراءة سريعة لإصدارات جديدة، ومقاربة لما تقدمه وتتقاطع به مع كتب أخرى قد تكون مشابهة. وفي كل الأحوال، ما نقدمه بالطبع لا يغني قراء هذه السطور عن قراءة الكتب، بل يحثهم على استكشاف ما تحمله صفحاتها ومضامين ما كتبه مؤلفوها.
عن جو بايدن...وصناعة القرار والشرق الأوسط

.Franklin Foer, The Last Politician Inside Joe Biden's White House and the Struggle for America's Future, Penguin Press, 2023
صدر هذا الكتاب قبل أسابيع قليلة من حدوث عملية "طوفان الأقصى" بتبعاتها على إسرائيل والفلسطينيين، وشعوب ودول المنطقة، وعلى واشنطن وإدارة بايدن ذاتها. يحمل الكتاب عنوان "السياسي الأخير"، ويتناول كيفية تعامل الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، وإدارته مع شؤون أمريكا والعالم منذ تسلمه مقاليد الحكم في واشنطن في كانون الثاني/ يناير 2021.
يكاد الكتاب يُسجل يومًا بيوم وساعةً بساعة تفاصيل ما يجري في صناعة القرار الأمريكي داخل البيت الأبيض، مع التركيز على المشاركين والمشاركات في تلك العملية الصعبة والمعقدة والملغمة بالمفاجآت وأيضًا بالإحباطات، بدءًا من يناير/كانون الثاني 2021 وصولاً إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2022. شهدت هذه الفترة، كما نعرف، الانسحاب الأمريكي الكارثي من أفغانستان في آب/ أغسطس 2021، بما له من تبعات إقليمية وعالمية. وما قيل وكُتب حينها عن التراجع الأمريكي عن الانخراط أو التعامل بجدية مع كل ما له صلة بالشرق الأوسط. كما شهدت، بدءًا من 24 شباط/ فبراير 2022، الغزو الروسي لأوكرانيا وما أعقبه من تصد غربي (أوروبي - أمريكي)، ومواجهات أمنية واقتصادية وإعلامية لا تزال مستمرة حتى اليوم.
صدر الكتاب بعنوان فرعي "داخل البيت الأبيض لجو بايدن والصراع من أجل مستقبل أمريكا" في 5 أيلول/ سبتمبر 2023، ويقع في 432 صفحة من تأليف فرانكلين فوير، وهو كاتب ليبرالي ومحلل سياسي أمريكي يكتب حاليًا في مجلة "أتلانتيك" الفكرية العريقة، وكان سابقًا يشغل منصب رئيس تحرير مجلة "ذي نيو ريبابليك" التقدمية. ما تقدمه صفحات الكتاب قد نراه أحيانًا يشير إلى حنكة بايدن وخبرته الطويلة في السياسة وإدارة الأزمات، وفي أحيان أخرى يشير إلى حيرته وتخبطه، وإلى تراجعه عن بعض المواقف التي صرح بها علنًا في وقت سابق، مثل موقفه تجاه المملكة العربية السعودية وولي العهد محمد بن سلمان، أو موقف السابق من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
نتعرف عبر صفحات الكتاب على أفكار ورؤى مستشاري بايدن حول الدور الأمريكي في التعامل مع الشرق الأوسط والعالم، ومنهم على سبيل المثال بريت ماكغورك، منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البيت الأبيض، الذي يتبنّى مفهومًا قائمًا على محدودية دور أمريكا في المنطقة، بحيث لا تكون هناك مشروعات أو مبادرات جديدة، بمعنى عدم عقد عمليات سلام أو وضع خطط لتحقيق أهداف وشراكات استراتيجية كبرى.
كما يسلّط الكتاب الضوء على جيك سوليفان، مستشار الرئيس بايدن للأمن القومي، الذي كان في الـرابعة والأربعين من عمره عندما تولّى هذا المنصب الرفيع. ويُعد سوليفان الشخص "الأكثر قربًا من أذن" بايدن، وفقًا للتعبير الواشنطني. وقد بدأ مسيرته في وزارة الخارجية الأمريكية في عهد هيلاري كلينتون وإدارة الرئيس باراك أوباما. وفي صفحات الكتاب، نرى أسلوبه في التفاعل مع مسؤولي الأمن القومي في دول أخرى، وكذلك مع وسائل الإعلام من خلال تصريحاته المقتضبة ذات الدلالات المتعددة. ويُذكر أن سوليفان وصف منطقة الشرق الأوسط بأنها تعيش أكثر فتراتها هدوءًا، خلال مشاركته في مؤتمر "أتلانتيك" للآراء والأفكار في واشنطن يوم 29 أيلول/ سبتمبر الماضي.
ويتناول الكتاب أيضًا العلاقة التاريخية والمختلفة التي تربط بايدن بإسرائيل مقارنةً بأعضاء فريقه للأمن القومي، وكيف أنه التقى في بدايات حياته السياسية عام 1973 برئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير. كما يستعرض طبيعة العلاقة التي تشكّلت أو تصدّعت بين بايدن، في مطلع ولايته، وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي طالما احتفى بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. بصورة عامة، يمكن القول إن الكتاب يفتح نافذة على "مطبخ" إدارة بايدن، بطباخيه، ووصفاته المختلفة، وأجوائه، وروائحه، بغضّ النظر عن نجاح هذه الوصفات أو فشلها.
لكن بعد "عملية طوفان الأقصى" تغيّرت أحوال المنطقة التي وُصفت سابقًا من قبل سوليفان بأنها تعيش أكثر فتراتها هدوءًا، وعادت إلى واجهة الأحداث، بل انخرطت إدارة بايدن من جديد في هذا التوتر إلى جانب الحليف والصديق الاستراتيجي إسرائيل. وها هي الولايات المتحدة مضطرة إلى التعامل مع واحدة من أخطر الأزمات في الشرق الأوسط، والتي ستكون لها تبعات على مستويات مختلفة لم تتضح بعد، رغم كل جهود الإدارة الأمريكية في طرح مبادرات وصفقات، سواء علنية أو سرية، للتطبيع مع إسرائيل ووضع القضية الفلسطينية في أدراج الإهمال والنسيان.
إن عودة المنطقة إلى سلّم أولويات واشنطن ستفتح الباب أمام صدور كتب جديدة تتناول هذه العودة وانعكاساتها على الدور الأمريكي في الشرق الأوسط.
إيلون ماسك... وطموحاته العالمية

Walter Isaacson, Elon Musk, Simon & Schuster, 2023
لا يُعَدّ إيلون ماسك أغنى أغنياء العالم أو أكبر عمالقة صناعة السيارات الكهربائية (تسلا) وصواريخ الفضاء (سبيس إكس) ومالك منصة إكس (تويتر سابقًا) فحسب، بل يمتلك أيضًا دورًا أساسيًا عبر مشروعه للأقمار الصناعية (ستارلينك)، إذ يضمن من خلالها استمرارية الاتصالات العسكرية الأوكرانية- الأمريكية في مواجهة الغزو الروسي، بل إنه تمكن في لحظة ما من عرقلة خطط القوات الروسية لتطوير هجومها. وتتكشف تفاصيل ذلك وغيره في كتاب صدر حديثًا باللغة الإنجليزية يحمل اسم "إيلون ماسك" على غلافه.
ومؤخرًا، كما يعلم كثيرون، سمح ماسك للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالعودة إلى حسابه على تويتر (إكس حاليًا). كما قام في الفترة الماضية، ومع بداية الحرب على غزة، بحجب المحتوى الداعم لفلسطين أو الناقد لإسرائيل على المنصة نفسها. وتحدث ماسك غير مرّة عن اتصالاته مع مسؤولين وقادة في الصين وروسيا، فيما لم تتوقف زياراته لدول الخليج. ولم يعد سرًا أن نصيبًا كبيرًا من اهتمام حكّام دول الخليج وأثريائها يتجه إلى استثمار أموالهم في مشروعاته العديدة، الحاضرة والمستقبلية، سواء في الولايات المتحدة أو في المنطقة.
لا تكمن أهمية هذا الكتاب في موضوعه فحسب، بل في شخصية مؤلفه والتر أيزكسون، أستاذ التاريخ في جامعة تولان بولاية نيو أورلينز، الذي سبق أن تناول بأسلوب استقصائي واستكشافي شخصيات كبرى تركت بصماتها في الحياة العامة. فأيزكسون، صاحب المعرفة الموسوعية، لا يهتم بما حدث فقط، بل بكيفية حدوثه: كيف تعاملت هذه الشخصية الرائدة والمبتكرة، إيلون ماسك، مع ما أحدثته من تغييرات في عالمنا. وقد أصدر أيزكسون سابقًا كتبًا عن شخصيات مؤثرة مثل بنجامين فرانكلين، وهنري كيسنجر، وستيف جوبز، إلى جانب كتب عن ليوناردو دافينشي وألبرت أينشتاين.
تكشف صفحات الكتاب، الصادر في 12 أيلول/ سبتمبر 2023، أن ماسك يعشق التاريخ ودروسه ويهتم بالكيفية التي تدار بها الحروب العسكرية وذلك للاستفادة منها في إدارة أعماله. كما تكشف عن اتخاذه للقائد الفرنسي الشهير نابليون بونابرت، مثلًا أعلى ومعلمًا وأستاذًا له في التفكير والتوجه وتحقيق الأحلام والطموحات. وفي سياق حديثه عن قلقه بشأن مستقبل الولايات المتحدة وتراجع برامجها العلمية والابتكارية، أشار ماسك إلى المصريين القدماء الذين أتقنوا بناء الأهرامات، ثم فُقدت تلك المعرفة لاحقًا.
ويقول أيزكسون عن ماسك والكتاب إن صفحاته تجمع بين "الملائكة والشياطين" معًا، على غرار شخصية دكتور جيكل ومستر هايد في رواية روبرت لويس ستيفنسون الشهيرة. ورغم انبهاره بما سمعه من ماسك خلال لقاءاته المتواصلة معه، فإنه يصفه بالشخصية المحيرة والمثيرة للقلق أحيانًا، إذ يظل السؤال معلقًا: ما هي خطوته القادمة؟
ونظرًا لانخراط ماسك في مشروعات الذكاء الاصطناعي، وتخطيطه لرحلات استكشافية إلى المريخ، والأخطر من ذلك رؤاه وسيناريوهاته حول مستقبل شعوب العالم وسكانه، فإن التعرف على شخصيته عبر هذا الكتاب، وفهم نفسيته وأفكاره وطموحاته العاقلة والطائشة في آن واحد، قد يقرّبنا أكثر من عالمه، ويمنحنا لمحة عمّا قد يحمله لنا المستقبل القريب أو البعيد.
إمبراطورة النيل

Lynne Olson, Empress of the Nile: The Daredevil Archaeologist Who Saved Egypt's Ancient Temples from Destruction, Random House, 2023.
الكتاب الأخير في هذه المساحة هو كتاب أمريكي يتناول الحياة الحافلة بالتحديات والمغامرات والإنجازات لعالمة المصريات الفرنسية كريستيان ديروش نوبلكوور، التي أدّت دورًا رئيسيًا في تحريك اليونسكو والمجتمع الدولي، والتأثير في الرئيس الأمريكي جون كينيدي من أجل إنقاذ معبد أبو سمبل وآثار النوبة.
يحمل الكتاب، الصادر في نهاية شباط/ فبراير من العام الحالي، عنوان Empress of the Nile، ويقع في 448 صفحة، وهو من تأليف الكاتبة والمؤرخة الأمريكية لين أولسن. وتجدر الإشارة هنا إلى أهمية الكتب التي تتناول الشخصيات الغربية التي كرّست حياتها لاكتشاف وتأريخ وتوثيق حضارات المنطقة العربية والحفاظ على تراثها الثقافي والفني. فقد أُلِّفت كتب عدة عن إنجازاتهم وما توصلوا إليه، غير أن ما كُتب عن تاريخ حياتهم وتحدياتهم وشغفهم الدائم بكل ما يتصل بالتراث والحضارة واللغة ما يزال محدودًا. وللأسف، يظل معظم هذه الكتب غير مترجم، فيُحرم أبناء الحضارات المعنية من الاطلاع على كيف شكّل تراثهم محور اهتمام وعناية من قِبل روّاد الإنسانية والمعرفة البشرية في أنحاء العالم.
انبهرت كريستيان، التي توفيت في 23 حزيران/ يونيو 2011 عن عمر يناهز 97 عامًا، في طفولتها باكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922. ومنذ ذلك الحين اتجه اهتمامها نحو علم المصريات، فدرست في اللوفر ثم في السوربون. وكانت أول رحلة لها إلى مصر في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، ومنها بدأ مشوار عشقها لمصر وآثارها. وقد كانت أول امرأة تعمل مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة، لتكسر بذلك احتكار الرجال لهذا المجال في ذلك الوقت. وبعد انضمامها إلى البعثة الفرنسية شاركت في أعمال التنقيب في إدفو ودير المدينة وشمال الكرنك، حتى غدت شخصية مألوفة في أوساط مصر والمصريين العاملين في مجال الآثار. وخلفت عشرات المؤلفات، منها كتاب بعنوان "الإرث الخلاب لمصر".
وفي خمسينيات القرن الماضي التقت "إمبراطورة النيل" بالرئيس المصري جمال عبد الناصر، وأعربت له عن قلقها على مصير 32 معبدًا قديمًا في جنوب النوبة المهددة بمشروع السد العالي. ومنذ ذلك اللقاء انطلقت تتحرك على المستويات المصرية والفرنسية والأمريكية والدولية، ساعية إلى إطلاق حملة منظمة اليونسكو لإنقاذ تلك الآثار المصرية. وكان إلى جانبها في هذه الحملة الدولية ثروت عكاشة، وزير الثقافة المصري، وجاكلين كيندي، زوجة الرئيس الأمريكي آنذاك. وقد دفعت ديروش نوبلكوور اليونسكو إلى حشد نحو 50 دولة للمشاركة في مشروع ضخم لتفكيك ونقل ثم إعادة تركيب معابد كاملة وقطع أثرية، من أبرزها تماثيل رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل، التي جرى تقطيعها إلى نحو ألف قطعة ثم تجميعها من جديد خلال أربع سنوات.
ويذكر الكتاب أنه، خلافًا لما صوّر البعض أو تناسى آخرون، ساهمت الولايات المتحدة بمبلغ 12 مليون دولار في المشروع، فيما قدمت فرنسا مليون دولار، وإيطاليا 856 ألفًا، والهند 588 ألفًا، والسويد 500 ألف، إضافة إلى يوغوسلافيا 226 ألفًا، والجزائر 105 آلاف، وغانا 46 ألفًا، وبوليفيا 7 آلاف دولار. كما يوضح أن بريطانيا امتنعت بداية عن المشاركة بسبب أزمة حرب السويس (العدوان الثلاثي)، ثم عدّلت موقفها وساهمت بمبلغ 213 ألف دولار في المشروع الدولي.
وتنقل المؤلفة عن كارولين كيندي، ابنة جاكلين وجون كينيدي، أن والدتها كانت تقول لها دائمًا إنها تشعر بالفخر لإسهامها في الجهود التي أنقذت معبد أبو سمبل، وأن اعتزازها بذلك يماثل شعورها بالفخر حين أشرفت على ترميم البيت الأبيض وإعادة تأثيثه.
ملاحظة عامة
لسنوات طويلة ظلّ الصراع الفلسطيني (العربي)–الإسرائيلي المحور الرئيس للكتب التي تناولت شؤون الشرق الأوسط والعالم. غير أنّ أحداث 11 أيلول/ سبتمبر دفعت الاهتمامات نحو قضايا الإرهاب والتطرّف الإسلامي بمختلف أطيافه، فتركّزت الكتابات على أفغانستان والعراق، وعلى الحركات الإسلامية المسلحة مثل القاعدة وداعش. ثم جاءت مرحلة الربيع العربي وما رافقها من انتفاضات، حيث اتجهت الأنظار إلى موضوعات الإسلام السياسي، وغضب الشباب، وحقوق المرأة، لتصبح بدورها محلّ اهتمام إعلامي وأكاديمي وفكري واسع.
يمكن القول إن معظم هذه الكتب، باستثناء القليل منها، قد انتهى عمرها الافتراضي من حيث الأهمية والجدوى. ويعود ذلك في الغالب إلى أنّها عالجت الأحداث من منظور تاريخي ضيّق، من دون الغوص في الأسباب العميقة التي أفضت إلى ما جرى، أو في التبعات التي ستترتّب على ذلك. وقد تُرجِم بعضها أو جرى "التصرّف" في ترجمته (بمعنى ترجمة أجزاء وحذف أخرى)، لتُوظَّف هذه النصوص في إثبات وجهة نظر محدّدة أو في تعزيز نظرية المؤامرة.
أما الكتب الأكاديمية الصادرة عن المنطقة، والتي تتناول أحداثها وشعوبها وأحيانًا ثقافاتها وحضاراتها، فهي غالبًا ما تقدَّم بأسلوب بحثي يصلح للتدريس أو للمشاركة في ندوات ومؤتمرات متخصّصة. وهنا يبرز السؤال المتكرّر: من يقرأ هذه الكتب؟ من يترجمها؟ ومن يناقشها بعد ذلك؟ أطرح هذه الأسئلة لأن الهدف من التعامل مع أي كتاب ينبغي أن يكون بدايةً لطرح أسئلة جديدة، والبحث عن إجابات أعمق، فضلًا عن توسيع دائرة فهمنا لأنفسنا وتعميق فهم الآخرين لنا.